السبت، 14 يناير 2012

الطرف الثالث

قال :- (( أنا خلاص هفجر نفسي ، أنا هجيب حزام ناسف وأروح أفجره في أي قسم شرطة .. احنا ما بقيناش زي زمان ... البيت ده ما بقاش عايش زي الأول .. أنا بدأت في الإجراءات ووصيت ناس يجيبولي الحزام خلاص .. أنا عاوز أموت )) .
والد أحد شهداء الوطن الذي آثر أن يضحي بحياته من أجل أن نحيا نحن مرفوعي الرأس والكرامة ، انقلب حال أهله جميعا ، لم تعد حياتهم كما كانت ، فقدوا أجمل ما كانوا يحيون لأجله .. ويجوعون لأجله ... ويقطعون من قوتهم لأجل أن يتعلم وينجح ....
ذهب .. !! ذهب وانتهى كل شيء .. ولم يبقى سوى القصاص .. علَ أعينهم تغفو ليلة ... أو ترتفع أرواحهم إلي بارئها في سلام .
لماذ يتركون حتى يصلوا إلى هذه الدرجة ؟
علمونا طيلة السنوات الماضية أن لا نحب الوطن .. أن لا نحافظ عليه ... أن من خان .. كمن لم يخن .. علمونا أن من يُفسد فيه يُكرَم .. ومن يسعى لأجله يُقتل ويُسحل وتُنتهك كرامته وآدميته ... علمونا أن من يُقتل بإيدي الإسرائيين على حدودنا أو بأيديهم .... سواء .
أطلقوا علينا فضائيات الفساد .. وشوهوا مناهج التعليم وزيفوها .. أغلقوا المصانع واستوردوا كل شيء .. عينوا الفاسدين في أرفع المناصب وأهمها في محاولة لإفساد مصر بأكملها ... توغلوا وتشعبوا كالسرطان ... عافانا الله .
لم يعد مجديا أن نسأل لماذا يفعلون كل هذا !! لأنه لم يعد مجديا أيضا أن نسأل لماذا تكرهنا إسرائيل وتحمل لنا كل ضغينة ... لماذا تحاول إفشال ثورتنا ... لماذا تشوه رموز الثورة وتعتقلهم واحدا تلو الآخر ... لماذا تطلق علينا مخدراتها ودعارتها وتحرمنا التكنولوجيا والعلم !!!
تبدو جميعا كأسئلة بلهاء سخيفة لم يعد من التعقل أن نطرحها كما لم يعد من التعقل أن نسأل من هو الطرف الثالث أو الأصابع الخفية أو الجهات المجهولة ... أسئلة أرجو أن نتوقف عن تداولها ..
كل شيء يبدو واضحا وجليا لمن يريد أن يراه .... كل ما قد حدث ... وكل ما يجب أن يحدث .
لنرى كيف تكون مصر بعد 25 يناير ------------- 2012    .




منى راضي
11-1-2012

السبت، 7 يناير 2012

خدعوك فخرجوا .. !!




جلست اليوم على مقعد القهر ، أتابع شاشات التلفاز بمزيد من الغيظ والقهر والإحباط والألم ، وأسمع خبر الإفراج عن سيدة الإرهاب الأولى سوزان مبارك ، وزكريا عزمي رئيس ديوان رئاسة التكية ( سابقا ) .

بنفس السرعة التي توالت بها أحداث الثورة ، وبنفس تلاحق الأحداث والأنفاس ، تتوالى أحداث الخيانة والمؤامرة التاريخية على هذا الشعب العظيم .

بالأمس تم إخلاء سبيل فتحي سرور ثم زكريا عزمي ثم سوزان مبارك – التي لم تسجن من الأساس – هل كانت لعبة تضييع الوقت أم لعبة القلوب المريضة حاولوا أن يخدعونا بها حتى يتدبر محاميها الجليل فكرة تنازلها عن الفتات من حقنا ، مقابل الإفراج عنها وكأن ثورتنا قامت من أجل 24 مليون جنيه مصري !!! هل بلغت سذاجة جهاز الكذب غير المشروع هذا الحد !! أم بلغته سذاجتنا نحن ؟؟

واضح من تخبط الأفعال وتضارب التصريحات على مدار اليوم وبما لا يخفى على طفل صغير مدى خطورة ما يدبر خلف الكواليس من أولئك الذين لا يزالون يرقصون على نزف دمائهم الخائنة ، ألم تشتعل الفتنة أكثر في مصر بعد المصالحة الفلسطينية ؟ أم أن المسلمون والمسيحيون كانوا يذبحون بعضهم البعض في ميدان التحرير إبان الثورة !! هل لا يرى هؤلاء ما نراه نحن ؟ أم أن هناك إجابات أخرى لا يجب ولا يفضل أن نفكر فيها أو نطرحها حتى لو لم يكن سواها منطقي !! أولم يعقب كل قرار بحبس أحد منهم فجيعة جديدة على شعب مصر ؟

فما بالك واليوم يخلى سبيل من عاث في الأرض فسادا وأحرق مصر وأشعل الفتنة بين أهلها وهو خلف القضبان ! ترى ماذا يفعلون غدا !

لمصلحة من يتآمر هؤلاء ؟ وكيف نفسر تضارب تصريحات النائب العام والكسب غير المشروع !! إنهم حتى لا يحسنون الخداع !

لمصلحة من تُحرق مصر ؟ ولمصلحة من دُمِرت عمدا خلال الثلاثون عام الماضية ؟

كيف اليوم ... تغفو عين أم ودعت شهيدها في ارتباك قلق وهي لا تعلم إلى أين يتركها مبتسما واثقا ! لتحيا بعده مرفوعة الرأس في وطن يحلم بالكرامة ، كيف تغفو مصر بأكملها وقد أطلق سراح من اغتالوا حريتها واحدا تلو الآخر !

كيف تنام وهم فيها كرصاصة خائنة اندست في صميم القلب !

إلى كل جسد نهشته الأسماك وهو يتشبث بالحياة في عبارة الموت ، ولم ينقذه أحد !

إلى كل جسد احترق في قطار الصعيد ولم يطفئه أحد !

إلى كل جندي شريف ومواطن بريء قُتِل غدرا برصاص إسرائيلي في سيناء ، ولم يثأر له أحد !

إلى كل امرأة .. أو رجل تدافع في طابور خبز بائس ليتلقف رغيف الحياة لأطفاله ، ثم غادره موتا !

إلى كل طفل بريء تهاوى على فراش المرض بسبب قمح ومبيدات مسرطنة ، ولم يهتم بعلاجه أحد !

إلى كل مسكين تمزق تحت صخرة المقطم ولم يسارع لإجلائه أحد !

إلى كل طفل لا ذنب له ، تربى في مدارس المخدرات والبلطجة ولم يتلق شيئا لا من التربية .... ولا من التعليم !

إلى كل مصري هجر وطنه مرغما ... معتصرا قلبه ... مهددا بكل شيء ، وضاعت عليه حتى فرصة أن يرفع رأسه خارجه !

إلى كل عين نزفت فقرا ، وكل جسد تهتك تعذيبا ، وكل روح تعالت صرخاتها ألما خلف الزنازين .... ولم يسمعها أحد !

إلى كل أسرة فقدت قيمة الحياة تحت الأرض في العشوائيات ، ولم يحييها أحد !

إلى كل نفس محملة بالقهر والظلم ، والمهانة والاستباحة ، إلى كل من يحيا ويموت في هذه العبثية اللامحدودة !

هذا الوطن ممتد فينا ، كعمق الجرح ، هذا الوطن صار يعنينا بعد أن كنا لا نعنيه ، هذا الوطن صار لنا ولا جدوى لنا لو لم نحافظ عليه ونحميه .

من أجلكم جميعا نقسم أن نحفظ ثورتنا المتهالكة ونحملها في أيدينا من جديد ، قد تتعثر ... قد تترنح ... لكنها أبدا ... لن تموت .






منى راضي

18/5/2011